ماذا يعني أن الأرض مسطحة أو كروية بالنسبة لنا ؟
اختلف الناس كثيرا حول حقيقة شكل الأرض واتجه أغلبية الناس اليوم إلى التصديق بكرويتها وحركاتها المختلفة، بيد أنهم كانوا فيما مضى وإلى وقت قريب يرون غير ذلك.
ولو تعمقنا في ذاكرة التاريخ ورأينا ماذا قال الأقدمون عن شكل الأرض، لوجدنا بأن أغلبيتهم قال عنها بأنها مسطحة استنادا إلى ما جاءت به الكتب المقدسة وما ذكر في كتب الحضارات القديمة، وبعضهم ذكر عنها بأنها كروية ولكنها ثابتة لا تتحرك، وهذا ما خلق نوعا من الجدال بين أنصار كل قول خصوصا مع ابتعاد الناس عن جوهر العلم وتمسكهم بقشوره.
ماذا نرى من حولنا ؟
إن الشمس والقمر والنجوم يفعلون بالضبط ما شاهدهم الجميع يفعلونه طوال التاريخ لكننا لا نصدق ما تخبرنا به عيوننا وذلك لأننا تعلمنا تعليما يفرض علينا تصديق ما لم يتم تأكيده بالملاحظة والتجربة، وهذا النظام التعليمي يفرض علينا أن الأرض تدور حول محور كل 24 ساعة بسرعة تزيد عن 1000 ميل في الساعة عند خط الإستواء، لم يسبق لأي شخص أن رأى أو شعر بهذه الحركة في أي وقت مضى أو لاحظ أو أحس بسرعة 67000 ميل في الساعة للمدار المزعوم للأرض حول الشمس، أو سرعة 500000 ميل المزعومة حول المجرة، لم تظهر أي تجربة على الإطلاق أن الأرض تتحرك.
هل هناك فرق بين إن كانت الأرض كرة أو بطحاء مستوية؟
الحقيقة أنه عندما طمست الأرض ونفيت عنها مركزيتها ، فإنه قد تم نقلنا جسديا من مكان ذو أهمية قصوى إلى مكان من اللامبالاة والعدمية الكاملة وذلك:
- إذا كانت الأرض هي المركز فإن حكمت الله عز وجل تتجلى في الخلق والغاية من وجود البشر ستكون عظيمة.
- إذا كانت الأرض مجرد واحدة من مليارات الكواكب التي تدور حول مليارات النجوم في مليارات المجرات، فإن حكمة الله عز وجل في الخلق ومراده من خلق الأرض و الإنسان سيتحول إلى أمر لا قيمة له.
هذا الطرح هو الذي يجعلنا لا نفرق بين إن كانت الأرض عبارة عن كرة عائمة في الفضاء أو عبارة عن سطح مستوي مبسوطة وممدودة وهذا هو المعيار المتبع في تحديد ذلك، وبطبيعة الحال الأمر هنا كله يتوقف على نوع الاعتقاد السائد والمتبع.
الخلاصة:
إن تحديد معنى وشكل الأرض بالنسبة لنا يعتمد على مقدار الفهم والوعي لأسس ومبادئ العلم الذي يحتج به كل فريق، والشيئ الملاحظ هو أن أدلة المسطحين أقوى دلالة على غيرهم ومن كل النواحي وخاصة ما يتعلق بالملاحظة والتجريب، أما الفؤيق الثاني فقد اعتمد على الفلسفة النيوتينية الخالية من الاتساق، والتي كل أسسها ظنية والذي يركز معها يجدها عبارة عن افتراض بني على افتراض من أجل إثبات افتراض وهذا هو لب القول.



رأيك يهمنا، وشكرا لك مسبقا.